هذا المقال هو أحد مجموعة من المقالات عن بعض المفاهيم في المسيحية. ستجد في هذا الرابط قائمة بالمقالات المتاحة. هذا المقال هو أحد مجموعة من المقالات تختص بنقاش موضوعات إسلامية بشكل أو بآخر. ستجد في هذا الرابط قائمة بالمقالات المتاحة.
أصل كلمة ’كفر‘ في اللغة العربية معناه الستر أو التغطية.
في لسان العرب:
كفرت الشيء أكفره (بكسر الفاء) أي سترته
والكافر الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم لأنه يستر بظلمته كل شيء
وكفر الليل الشيء وكفر عليه: غطاه
وكفر الليل على أثر صاحبي: غطاه بسواده وظلمته
وكفر الجهل على علم فلان: غطاه
والكافر: البحر لستره ما فيه
والكافر: السحاب المظلم
وتقول العرب للزراع كافر لأنه يكفر البذر المبذور بتراب الأرض
والكَفر بالفتح: التغطية
والكافر والكفر: الظلمة لأنها تستر ما تحتها
والكفَر بفتح الفاء: التراب لأنه يستر ما تحته
والكفُر بضم الفاء: القير الذي تطلى به السفن لسواده وتغطيته
Lest I be full, and deny thee, and say, Who is the LORD?
وفي الترجمة الفرنسية:
De peur que, dans l'abondance, je ne te renie Et ne dise: Qui est l'Éternel?
وفي هاتين الترجمتين جائت الكلمة بمعنى ’أنكر‘
في الإنجليزية ’deny‘
في الفرنسية ’renier‘
ولم ترد كلمة الكفر أو التكفير بمعناها الشائع حالياً في العهد الجديد ولا مرة، ولم تتكرر في العهد القديم في ترجمته العربية في غير هذه المرة، ونرى أنه لو استبدلت في الترجمة العربية بتعبير مثل ’أنكر الله‘ لما تغير المعنى مطلقاً.
وبينما كان بولس الرسول يبشر في أثينا لم يقذف الأثينيين بالكفر بل امتدحهم ’كقوم متدينين‘ مرشداً اياهم إلى الإله المجهول:
من آمن بالمسيح فله أجره في السماء وله ضيقته على الأرض، ومن لم يؤمن فهو يحمل وزر نفسه.
المسيحية لم تصف غير المؤمن بالمسيح بالكفر ولم تقل أن من لم يؤمن بالمسيح ينكر وجود الله. المسيحية تقول إن من لم يؤمن بالمسيح مخلصاً وإلهاً متجسداً من أجل فداء البشر لن يدخل ملكوت السموات كما علمنا السيد المسيح نفسه.
المسيحي لا يدافع بقوته عن إلهه أو عن دينه، ولا يريد الله أن يراه يستخدم قوته في الدفاع عن إلهه أو دينه. عندما استل بطرس الرسول تلميذ السيد المسيح سيفه وضرب أذن عبد رئيس الكهنة فقطعها إذ جاء الجمع ليقبضوا على السيد المسيح ليحاكموه، حدث الآتي:
الله خالق كل شيء ومدبر الكون والقادر على كل شيء يقدر حتماً أن يدافع عن دينه وعن نفسه وعن اتباعه (وفي المسيحية هم المسيحيون الذين دعيوا أبناءً لله برحمته ومحبته وفدائه). لم تطلب المسيحية من المسيحيين أن يكفروا أحداً على الإطلاق ولم تضع قواعد للتكفير. ولم تطلب من المسيحيين قتال غير المؤمنين.
التلاميذ في تبشيرهم بالمسيحية أُمِروا بفعل الخير ووُصُّوا بألا يتخذوا لهم زاداً أو ثوبين في الطريق (الاتكال على الله) ووُصُّوا أيضاً أن يخرجوا من البيت الذي لا يقبلهم نافضين عنهم غبار أرجلهم (فلا قتال ولا جهاد مسلح في المسيحية) وأخبرهم السيد المسيح أنهم سيعانون ويلاقون الاضطهاد، وأوصاهم بالصبر للمنتهى من أجل نيل الخلاص.
المسيحية لا تقذف الناس بالكفر وتدعي أنهم ينكرون وجود الله، ولكنها توضح الطريق للإيمان الصحيح من المفهوم المسيحي، والاختيار متروك بالكامل لكل إنسان في أن يتبع هذا الطريق أو سواه، وفي النهاية فالحكم في الآخرة لله وحده فيمن يدخل الملكوت ومن لا يدخل، إذ نحن ذوو علم محدود وبالقطع لسنا مطلعين على خفايا القلوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق